]اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الإخوة ، أريد أن يكون واضحاً عندكم موضوع " الموت " ، ذلك أنه ما من حدث مستقبلي أخطر من مغادرة الدنيا ، فيما يبدو أن من كل شيء إلى لا شيء على الشبكية ، أما المؤمن فمن متاعب إلى الراحة الأبدية ، من القلق إلى الطمأنينة ، من الشقاء إلى السعادة .
على كلٍ ينتقل الإنسان من ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ، حينما يأتي المهد ، وكل الوسائل ، وكل الترفيه لهذا المولود ، فينتقل الإنسان في الموت من ضياء المهود إلى ظلمة اللحود ، ومن ملاعبة الأهل والولدان إلى مقاساة الهوام والديدان ، ومن التنعُّم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الثرى والتراب ، ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة ، ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل .
أخذهم الموت على غرة ، وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة ، وتساووا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة ، لذلك
أتيت القبور فســـاءلتها أين الــــمعظم والمحتقر
هناك عظماء في الأرض ، وأناس في الدرجة الدنيا الاجتماعية .
و أيــــن المذل بسلطانه وأين الــقوي على ما قدر
تـــفانوا جميعاً فما مـخبر ومـاتوا جميعاً ومات الخبر
فـيا سائلي عن أناس مضوا أمـا لك في ما مضى معتبر
تـروح وتـغدو بنات الثرى فتمحو محاسن تلك الـصور
إخواننا الكرام ، بعض العلماء قال : في زيارة القبور فوائد كثيرة ، منها :
تذكُّر الموت والآخرة ، في بعض البلاد بأمريكا لا يمكن أن ترى للموت أثراً، نحن نرى النعي ، ونسمع أحياناً إعلاما بالمئذنة ، أما هناك فلا شيء يذكرك بالموت إطلاقاً ، لذلك زيارة القبور تذكر الموت والآخرة
.
تذكر الموت والآخرة
تقصّر الأمل
تزهّد في الدنيا
ترقّق القلوب
تدمع العين
تدفع الغفلة
.
تورث الخشية